موقف طالب العلم من اختلاف العلماء
يختلف الفقهاء والعلماء في كثيرٍ من المسائلِ الدينيةِ والشرعية ِ,حتى لا تكاد تخلو مسألة شرعية من اختلاف اراء وادلة الفقهاء
او العلماء فيها , وذلك ينبع بسبب اختلاف الادلة الشرعية وتعريف المصطلحات العربية وكذلك اختلاف تفسيير الايات,
فعلى سبيل المثال : مسالة النقاب , بعضهم استحب لبسه وبعضهم احل خلعه وبعضهم حرم خلعه , او مسالة نمص الزائد من
الحاجب , فبعضهم اجازه وبعضهم اجازه ضمن حدود معينة وبعضهم حرم نمصه , لكن ما موقف الناس في اختلاف الفقهاء ؟ وعلى
اي فتوى ينقادوا ؟ وما موقف طالب العلم من اختلاف الفقهاء ؟
سئل الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله عن موقف طالب العلم من المذاهب الاربعة وما معنى "على طالب العلم ان يجتهد "فاجاب
بشرح مفصل :"على طالب العلم أن يجتهد حسب طاقته؛ المبتدئ يجتهد في الاستمرار في طلب العلم، ويحرص على أن يكون أهلاً للترجيح في المسائل الخلافية، وعلى طالب العلم المتأهل الذي رزقه الله العلم، وتخرج من الدراسات العليا، ونظر في الكتب، وعرف أقوال الناس، أن يجتهد في ترجيح الراجح، وتزييف الزائف بالأدلة الشرعية، والصبر والمطالعة.
فالعلم ليس بالسهل، العلم يحتاج إلى صبر ومصابرة، ومراجعة الأحاديث التي تتعلق بموضوع البحث، فقد تمكث أياماً كثيرة ما وجدت الحديث الذي تريد، أو ما قدرت على تكوين رأي فيه من جهة صحته أو ضعفه.
وهكذا مراجعة كلام أهل العلم، وترجيح الراجح يحتاج إلى صبر ونظر في الأدلة؛ فالاجتهاد معناه: بذل الجهد في تحصيل العلم، والترقي فيه؛ حتى تكون من أهله العارفين بالأحكام الشرعية، ومواقف أهل العلم في المسائل الخلافية، وأن تقف في ذلك موقف الناصح والمحب لهم، المترضي عنهم، الذي يعرف أقدارهم، وما يبذلون من جهود في تحصيل العلم ونشره بين الناس، والاستفادة من كلامهم وعلومهم، وعدم سبهم وكراهتهم، أو إظهار الانتقاد على سبيل التنقص لهم، وعدم الفائدة منهم، وما أشبه ذلك.
فطالب العلم، يعرف قدر من قبله، وما ألفوا وما جمعوا، ونصحهم لله ولعباده، ويستفيد من كلامهم، وليس معناه أن يقلدهم في الحق والباطل، بل يعرف الحق بدليله".
اي ان على طالب العلم الاخذ بادلة العلماء السابقين من قبلهم والاخذ بجهدهم وعدم تصغير شأن اي منهم لفتوى افتاها وهو لا يسير
على خطاها , والافضل على طالب العلم الاخذ بالقران قبل السنة خشية الوقوع في حديث موضوع , والتاكد من صحة وسيرة الحديث
قبل الاخذ به , فان سار طالب العلم على القران والسنة الصحيحة فقد امسك بدرب الهدى .واما ان سار على قال الشيخ فلان وقال العالم فلان وربما يكترث لاقوال المشايخ اكثر من السنة ! فقد هوى, فما يدريك الشيخ المنافق من الامين ......
تعليقات
إرسال تعليق