تفائل – مقال تحفيزي عن التفاؤل




بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الخلق والمرسلين , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له ,اما بعد:

فان هذه الحياة لا تخلو من المصائب والمشاكل, وما دام قلبك ينبض وأنفاسك تخرج فان لك مسيرة تخطها في سبيلٍ يملأه العقبات , منها الهين ومنها ما دون ذلك , لكن اعلم انه في نهاية المطاف انك ستصل الى وجهتك المقصودة وتتخطى كل عقباتك بالإصرار والعزيمة والتفائل .
فتفائل رغم كل الصعاب , فان لك ربا ً يراك حين تقوم , وتقلبك في الساجدين , لك رب عظيم يرزق النملة في حجرها, فما له لا يرزقك وانت تعبده , لك رب انقذ يونس من بطن الحوت بعد اذ اغلقت عليه مدارك التفائل ونادى ربه في ظلمات بطن الحوت سبحانك لا اله الا انت اني كنت من الظالمين فأنجاه الله من بطن الحوت , لك رب املك سليمان ملكا لم ينبغي لاحد من بعده بدعوة من جوف قلب سليمان لله تعالى , لك رب سأله محمد البخاري ان يؤتيه علما نافعا  فكان صاحب كتاب صحيح البخاري وهو اصدق الكتب واصحها من بعد كتاب الله , فما لك تيأس من رحمة الله وهبته لعباده , فان الله يعطي العبد اذا سال فسال الله , وان الله حسب عباده فتوكل على الله , وتفائلوا بالخير تجدوه .
قصص القران  كثيرة في هذا المجال اذ ذكرت كلمة لا تحزن في العديد من القصص والآيات , فعندما كان ابو بكر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء مختبئين من المشركين قال ابو بكر لرسول الله انهم سوف يجدوننا ويقتلوننا , فأجابه رسول الله هو اكثر الناس تفائلا : (( لا تحزن ان الله معنا )) فانزل الله سكينته عليهم واوحى الى عنكبوت ان تتتخذ بيتها امام الغار فتضلل الكفار وتقر في عقولهم في هذا البيت استحالة تواجدهما في الغار , وكذلك ذكرت هذه الكلمات في سورة ال عمران ليثبت الله فؤاد المجاهدين المؤمنين امام الاعداء اذ قال : (( ولا تهنوا ولا تحزنوا في ابتغاء القوم )), وكذلك ذكرت عندما اعاد الله سيدا موسى الى امه بعد اذ اوحى اليها ان تضعه في تابوت وتلقه في اليم فيلتقطه عدو لها ولله وهو فرعون فقال في كتابه (( غاعدناه الى امه كي تقر عينها ولا تحزن )) , وهناك العديد من القصص والايات  ذكر فيها النهي بلا والحاقه بالفعل من جذر ح.ز.ن باختلاف ازمانه وفي ذلك دلالة من الخالق على مواكبة التفائل والايمان بالله , فلما نفكر بالعديد من الامور رغم علمنا ان الله هو المدبر , وكما يقولون "العبد في التفكير والرب في التدبير" .
موجبة للأمور , ان الالماس صخر لكنه يسر الناظرين , وان المستنقع ماء لكنه مسمم , فليست العبرة بالفئة او بالقبيلة فهناك اشياء لسنا مسؤولين عن تواجدها لكنها ربما خلقت لتفيدنا وربما لا تكون الفائدة عائدة  لنا ربما لغيرنا , فالعثور على الالماس يجلب الرزق الكثير لصاحبة ولمستنقعات مكان معيشة للبكتيريا المفيدة للحياة بشكل عام .
 خلاصة القول ان الانسان غير مسؤول عما يحدث له لذلك كتب الله علينا الصبر وكان هذا الامر خير الاعمال للجنة (( انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب )) , فالتفائل نصفه صبر والنصف الاخر زيادة في الايمان , فعلى سبيل الايضاح ان تفائلت في مصيبة وامنت ان الله معك كسبت بذلك صبرا وزيادة في الايمان  , اما ان تعاسرت وصحت ونحت فبذلك ترهق اعصابك وجسدك ونفسيتك وكذلك تضعف ايمانك , فافعل ما يحلو لك, وتذكر ! ان ثمرة التفائل طيبة المذاق سهلة الوصول فانها تعتمد على ايمان العقل الباطني بما تعطيه ان يستقبل فان قلت انك ستنجح يباشر عقلك الباطني بتحقيق ذلك الامر . فلا تصغر من نفسك امام نفسك وامن انك عظيم وانك سوف تتخطى كل العقبات وانك سوف تكون انسانا كبيرا ,ناجحا, رائدا, محتازا اعلى المناصب, وتوكل على الله وتفائل بالله.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصص السلف في الزهد الورع - اجمل ما قرات

قصة واقعية عن توبة امراة ارادت ان تفتن الربيع بن خثيم

علمتني الحياة